خاص شفقنا- بيروت-لا يزال العالم منشغلا بالاعتداءات الإرهابية التي حصلت مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس، والتي تبناها ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الامر الذي ادى الى ازدياد حملات التحريض ضد المسلمين والكراهية لهم في الغرب، اذ ان فرنسا تُعتبر من أكبر الدول الأوروبية التي يقيم فيها المسلمون حيث يبلغ عددهم قرابة خمسة ملايين مسلم ولا تخلو حكومة فرنسية من وجود وزير مسلم واحد على الأقل. وقد ازداد تعرُّض المسلمين في فرنسا لأعمال عدائية بعد تلك الأحداث، وفقا لما ذكره المرصد الفرنسي لمناهضة التمييز ضد المسلمين.
الإرهاب واحد لا دين له، يزرع الموت اينما حل ومتى ما وجد، نظرا لما يطال المسلمين من اعمال عنف واضطهاد وتنكيل، حتى عمدت تلك المنظمات الإرهابية الى هدم المساجد والتنكيل بالأضرحة الشريفة وقبور الاولياء.
ومؤخرا، قامت مجموعات من أنصار الأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا بتنظيم مظاهرة مناهضة للمسلمين، حيث حمل اليمينيون اللافتات التي تطالب بطرد الإسلاميين وعموم المسلمين، وإغلاق الأبواب في وجه المهاجرين واللاجئين.
وقد ردد المتظاهرون العبارات المسيئة ضد الإسلام والمسلمين، ليخرج مرشح الرئاسة الأمريكية “دونالد ترامب” ويكشف عن النوايا الحقيقية لليمين المتطرف، حين قال إنه سيغلق المساجد ويشدد الرقابة عليها وعلى المسلمين هناك.
وفي تقرير لمحرر الشؤون السياسية أوليفر رايت في صحيفة الاندبندنت البريطانية، يقول فيه “إن المسلمين في بريطانيا عانوا من أكثر من 100 اعتداء منذ وقوع الجرائم الإرهابية في باريس، بحسب إحصائيات تم إعدادها للوزراء”.
ويذكر تقرير للمجموعة الحكومية العاملة على مكافحة الكراهية ضد المسلمين، أن 115 حادث اعتداء حصل في الأسبوع التالي لهجمات باريس في 13 أيلول/ نوفمبر، أي أن الاعتداءات تضاعفت بنسبة 300%.
خبير في الشؤون الفرنسية: ازدياد حملات التحريض ضد المسلمين والكراهية لهم في الغرب مردّه الى داعش واسرائيل
وفي هذا السياق، يشير الخبير في الشؤون الفرنسية الدكتور وليد عربيد في حديث خاص لوكالة “شفقنا” الى ان “هناك عوامل عديدة تدفع بعض القوى السياسية الداخلية بالتخفي وراء ما يسمى بالاسلاموفوبيا” لافتا الى ان “اليمين المتطرف الفرنسي يريد تشويه الاسلام الذي كان شعاره الدائم “فرنسا للفرنسيين” وأن الإسلام هو دين وافد الى فرنسا”، مضيفاً “هناك بعض الأطراف التي تريد تشويه صورة الإسلام في فرنسا “كإسرائيل” التي تسعى للحفاظ على مصالحها في علاقات جيدة مع الغرب وبالتحديد مع فرنسا”.
وتابع “بعض المسلمين الذين يقودون حركات التطرف التي تخيف المواطن الفرنسي يشوهون صورة الإسلام في تلك البلاد”، مؤكدا ان الاسلام في فرنسا اصبح ديناً ثانياً لكن المطلوب منه ان يكون مندمجاً في هذا المجتمع”.
واعتبر ان “داعش منظمة تكفيرية صنعت في مصانع ما يسمى بالمخابرات التي تريد عدم الإستقرار في المناطق الإسلامية وبالتحديد منطقة الشرق الأوسط”، مضيفاً” لـ”داعش” وظائف عديدة في بث الفوضى وزعزعة المنطقة وهي الآن تقاتل القريب أي المسلم قبل ان تقاتل البعيد أي الولايات المتحدة الأمريكية”.
ورأى عربيد ان “الاسلام هو دين المحبة والإعتدال ويستطيع ان يبني مجتمعات قادرة على بناء السلام لكن للأسف عندما يكون هذا الإسلام تَطَرفَ تكفيرياً و سلفياً من الممكن ان يقود الى ردات فعل غير إيجابية بتشويه صورة الإسلام”.
وختم بالقول “نحن بحاجة الى إظهار صورة الإسلام الحقيقية وليس إسلام الدم كما تظهره “القاعدة” و “داعش”” ، معتبراً ان “الإسلام اليوم فضاء كبير وزنه مليار واربع مئة وخمسون مليون شخص وهذا الفضاء ليس لغاية القوة لعلاقات دولية”.
النهاية