خاص شفقنا- بيروت-الإمام الرضا عليه السلام ثامن الأئمّة الاثني عشر، الذين نصّ عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولد عليه السلام في المدينة المنوّرة سنة ثمان وأربعين ومائة، وذلك في الحادي عشر من ذي القعدة على الأشهر، وقيل: لإحدى عشر ليلة خلت من ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة بعد وفاة جده الإمام الصادق “ع” بعدة اشهر. وتوفي في صفر في آخره من سنة ثلاث ومائتين، وله يومئذٍ خمس وخمسون سنة. وقيل: في السابع عشر من صفر، ودفن في طوس في خراسان.
وفي هذا السياق، يشير فضيلة الشيخ كاظم عياد في حديث خاص لوكالة “شفقنا” الى ان الإمام الرضا “ع” عاش مع ابيه الإمام موسى ابن جعفر الكاظم 25 عاما قبل ان يستلم الإمامة التي دامت 19 عاما. بعدها كان الجو ضاغطا على الإمام بحيث كان هارون الرشيد يراقب كل تحركاته بعد ان كان قد دس السم لأبيه الإمام الكاظم “ع”، فنشأ في جو مليء بالحذر نظرا للظلم الذي تزايد على اهل البيت “ع” مع استقرار اوضاع الدولة العباسية اضافة الى الملاحقة الواسعة لشيعتهم ومراقبتهم بشكل دائم.
وتابع الشيخ عياد “بعد ان مات هارون الرشيد الذي راقبه مدة عشر سنوات، اضطربت الأوضاع في الدولة العباسية بسبب الخلاف الذي نشب على الخلافة بين الاخوة الأمين والمأمون ولدي هارون الرشيد، وانتهى هذا الخلاف بقتل المأون للأمين واستولى الولاية ودام الحكم، فكان الأمر صعبا على الإمام الرضا وكان السبب في هذه الدعوة فرقة تدعى”الواقفة” وهم الذين وقفوا على الإمام الكاظم “ع” واعتبروه آخر الأئمة، فعمل الإمام الرضا على هذا الموضوع بصعوبه حتى صاروا يعتقدون بأن الأئمة هم اثنا عشر واستمروا بالتعاطي معه على انه الإمام واستدرك الأمر، فعمد عند ذلك المأمون بالضغط على الإمام الرضا وفهم الإمام ان المأمون يكذب عليه اي انه لا يصدق بطلبه بالنسبة لولاية العهد وان المأمون يريد ان يسلم الخلافة للإمام، فرفض هذا الامر وقال له “انت وليي بعدي” اي ان يكون الإمام الرضا هو ولي عهد المأمون بعد وفاته”.
لماذا سمي الإمام الرضا “ع” بغريب طوس؟
وأضاف “فطلب منه ان يأتي من المدينة الى خراسان فرفض المأمون في بادئ الأمر، عندها توجه الإمام الى بلد تسمى “مَرو” في ايران، وهو في طريقه وصلته رسالة من المأمون ان اقبل علينا فنحن نريدك في خراسان، فاضطر الإمام مكرها ان يأتي الى خراسان طلبا للمأمون حتى طالت مدة وجوده هناك مع المأمون وعندما توفي الإمام “ع” دفن في “طوس” لذلك سمي بـ”غريب طوس” لأن وجوده هناك كان غصبا وليس بإرادته”.
وفي ظل ما يشهده العالم العربي والإسلامي من محاولات لتشويه الإسلام وصورته من قبل اعدائه التكفيريين، يقول فضيلة الشيخ عياد: “لو كان الإمام الرضا “ع” حاضرا اليوم لحورب من قبل اصحاب السلطة كما حورب في عهد المأمون، لذا اذا اردنا ان نحافظ على الإسلام وان نلتزم به فإن حبل الله المتين هم أهل البيت عليهم السلام، وعلينا ان نتمسك بهذا الحبل ونسير على نهجهم وخاصة الإمام الرضا “ع” لما واجه من صعوبة في نشر الرسالة المحمدية في بلاد الفرس والعراق، حتى استطاع ان ينشر الإسلام ويتكاثر الشيعة في تلك البلاد، فالفساد يتنشر وأكثر الإيمان صار فيه تصنعا والمؤمنون القلائل هم الذين يتحملون الأذى”.
النهاية