شفقنا العراق – قال الباحث الامريكي مايكل روبن ان نتاج العمل الفكري للامام علي بن الحسين عليه السلام يعزز اهمية الفكر الحر في العالم الاسلامي وخارجه، منتقدا الدول التي تعتقد ان التعامل الدبلوماسي الاخير بين واشنطن وطهران يعكس طبيعة العلاقة بين واشنطن والشيعة نافيا بالوقت نفسه ان يتم الخلط بين ايران كدولة والشيعة كمذهب، جاء ذلك خلال كلمته التي القاها في صحن الامام الحسين عليه السلام خلال مشاركته بمهرجان تراتيل سجادية الثانية الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة بمناسبة حلول ذكرى شهادة الامام السجاد عليه السلام للفترة من (7-9 /11 /2015).
واضاف” انني اتشرف بالسفر من امريكا للعودة الى كربلاء وضريح الامام الحسين عليه السلام للمشاركة بكلمة ضمن مهرجان التراتيل السجادية الثاني، موضحا ان الهدف من هذا المؤتمر هو التعرف على الاسهامات الفكرية والدينية للامام علي بن الحسين علية السلام وخاصة اطروحته على الحقوق الفكرية والتحاور بين الأديان، وان هذه الرسالة التي تسمى برسالة الحقوق نتاج عمل فكري للامام يعزز اهمية الفكر الحر في العالم الاسلامي وخارجه، مؤكدا على ضرورة ان ينطلق الفكر الشيعي العام من فكره التثقيفي فيما يخص التحاور الفكري مع الاديان وحرية المعتقد والدين خارج حدود ابناء المذهب.
واوضح لدينا هنا ممثلون عن العراق وسوريا واليمن وايران والبحرين واماكن اخرى. التنوع ليس فقط في الجنسيات بل تنوع ايضا من حيث النقاش الفكري وان هذا التنوع لا نجده في مكان اكثر وضوحا من هنا في العتبة المقدسة.
وبين الباحث الامريكي ان حيوية النقاش الديني والاجتماعي ضمن المذهب الشيعي امر مفروغ منه وثابت، وان العالم لا يفهمه كما ينبغي خذ على سبيل المثال، في بلدي امريكا العديد من الامريكان يخلط بين ايران كدولة والشيعة كمذهب، اضافة الى ان الذين لا يوعون الصورة بشكلها الصحيح يعتقدون ان التعامل الدبلوماسي الاخير بين واشنطن وطهران تم بين الشيعة وواشنطن على أعتقاد ان ايران تمثل الشيعة وهذه قراءة غير صحيحة، مبينا ان سوء الفهم هذا يكمن ان يؤدي الى بعض المسارات التي تقوض العدالة والديمقراطية بمفهومها الصحيح اضافة الى انه يمثل جهل في التاريخ الشيعي وما يملكة من اهمية بحرية الفكر والتحاور مع الاديان مشيرا الى وجود محاولات بسيطة في المذهب الشيعي الى محو الجهل في التاريخ الشيعي واصفا هذه المحاولات بانها ليست كافية.
واختتم مايكل روبن حديثه ” ان العديد من الاصوات في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة واماكن اخرى تتحدث وتحاور بشكل اكثر فعالية لتصل لاسماع الكثير ليس فقط بالتثقيف ولكن ايضا لتذكير كل من جمهور المسلمين وغير المسلمين على نطاق اوسع انه لا دولة تتحدث بالنيابة عن الاسلام او عن اي دين عندها فقط يمكن ان يكون الدين ضمير الدولة” .
رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان
من جهته أشار رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان السيد (جمال الدين الشهرستاني) ان الدكتور (مايكل روبن) باحث استراتيجي في معهد الدراسات والبحوث الاستراتيجية (الانتربرايس) الأمريكي تمت دعوته العام الماضي في المهرجان ومكث في كربلاء طيلة فترة إقامة المهرجان وكتب بعد عودته الى أمريكا عدة مقالات تناول فيها أهمية المدينة المقدسة وعظمة تاريخها المرتبط بثورة الامام الحسين عليه السلام الخالدة، الى جانب دفاعه المستميت عن الشيعة والتشيع في العراق خلال المقابلات التلفزيونية التي أجريت معه في محطات أمريكية واجنبية أخرى.
واضاف الشهرستاني ان روبن اعلن خلال مقابلة له مع صحيفة الحقيقة في العراق اعتذاره عن عدد من الدعوات التي وجهت له من دول عديدة وكذلك دعوات رسمية من الحكومة العراقية وفضل الحضور الى كربلاء قائلا ” الدين والإيمان عنصر أساسي من حقوق الإنسان وجزء مهم من ثقافة العراقيين والشرق الأوسط الكبير و إن عقد مؤتمر في مقام الإمام الحسين ذو مغزى مهم جدا نظرا لتضحية الإمام الحسين من اجل المبدأ الذي يمثله الإمام الحسين، متابعا -كوني كمحلل استراتيجي أمريكي- فأنا أفهم أنه لا يمكن أن تكون هناك سياسة عادلة وفعالة أو تحليل دقيق لاتحترم الدين والإيمان”.
وتابع ان عقد مؤتمر في مقام الإمام الحسين أمر مهم خاصة في ضوء الدروس المستفادة من حياة الإمام الحسين التي لا تزال صالحة اليوم ويقول الكثير عن رجال العتبات أن هذا المؤتمر كان أكثر تنظيما وأحسن من كثير من المؤتمرات التي تقيمها الجامعات أو وزارات الخارجية”.
مسرحية الوارثون ضمن فعاليات مهرجان تراتيل سجادية العالمي الدولي الثاني
من المؤمل ان تعرض مسرحية ” الوارثون ” ضمن فعاليات مهرجان ترتيل سجادية الدولي الثاني الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة للفترة من 24ـ26/محرم الحرام/1437 هـ الموافق 7ـ9/تشرين الثاني/2015 .
مسرحية ” الوارثون ” من تأليف الكاتب المسرحي رضا الخفاجي واخراج الفنان مهدي هندو الوزني وتمثيل كل من جواد كاظم وعلاء الموسوي ومحسن الازرق واسيل حسين ومجموعة من الشباب ، وظفت من خلالها حياة الإمام السجاد وخلقه النبوي الكريم بالاعتماد على ما يسمى بـ (البانتو ميم) في إداء ممثليها .
وقد خصنا مؤلف المسرحية الكاتب المسرحي الأستاذ رضا الخفاجي قائلا : ” مسرحية الوارثون تجسد جانبا من حياة الامام السجاد عليه السلام ودعمه للمستضعفين في مدينة جده رسول الله (المدينة المنورة) مع توظيف ذكي لعلاقة ذلك بما نعيشه اليوم من حالة صراع مع العدو الارهابي الداعشي ، وضرورة تقديم المساعدات اللوجستية للحشد الشعبي في معركته العادلة والمصيرية ” .
يذكر ان للخفاجي اثنتا عشر مسرحية تندرج جميعها تحت مسمى المسرح الحسيني الذي واضب عليه واثبت خلاله حضورا طيب بعد ان توفرت له الاليات النظرية والعملية لنجاحه سيما استفادته من مجلة المسرح الحسيني الفصلية الرائدة التي تصدر عن قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة .
اما بخصوص طبيعة العمل وتقنية اخراجه ، فقد صرح لنا مخرج المسرحية الأستاذ مهدي هندو قائلا : ” اعتمدت الطريقة الحديثة في التجريب من خلال الشكل الذي ربما يخالف ما نراه من طقوس للتشابيه في ايام عاشوراء ، فهي تعتمد النظام الحركي (الكيروغراف) ، أي حركة الجسد مع تداخل مشاهد سينمائية باعتماد تقنيات ( الداتا شو) مع حركات اخرى مأخوذة من التشابيه ، وهو شكل جديد في العرض المسرحي ، يتوسل بثلاث نوافذ ( الحركة ، الممثل ، الصورة السينمائية ) لإيصال الفكرة للمتلقي ” .
ومن المؤمل ان تعرض المسرحية في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الاحد 8/11/2015 وذلك على قاعة قصر الثقافة والفنون في مدينة كربلاء ، مع العلم ان الدعوة عامة للجميع .
يذكر أن مهرجان تراتيل سجادية ، قد تضمن فعاليات وفقرات مختلفة منها جلسات بحثية واخرى شعرية ومعرض للكتاب ومسابقة لأفضل لقطة تصويرية فضلا عن هذا العرض المسرحي .
النهایة