شفقنا العراق-نظّم معهدُ القرآن الكريم التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة من خلال فرعه في قضاء الهنديّة، ندوةً قرآنيّة أُقيمت في المعهد التقنيّ في كربلاء المقدّسة/ قسم التقنيّات المحاسبيّة وكانت بعنوان: (القرآن والحياة).
الندوة هذه تندرج ضمن مشروع المعهد الرائد (المشروع القرآنيّ) في الجامعات والمعاهد العراقيّة، وحاضر فيها الدكتور الشيخ منجد الكعبي الحاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلاميّة، وقد طرح فيها أموراً تمحورت حول العنوان الموضوع، حيث بيّن ازدهار وانتشار الحضارة الإسلاميّة وأصولها التي شرّعها نبيّ الإنسانيّة محمد(صلّى الله عليه وآله)، وكيف بثّ الإسلامُ السلام بين شعوب ذلك العصر وعلّم الإنسان ما علّمه ربُّه في كتابه المبين، وبيّن كيف أنّ الإسلام المحمّدي زرع الثقافة بأصولٍ قويّة كما أرادها الله سبحانه وتعالى، مستشهداً بسورة العلق المباركة التي بدأت بـ (اقرأ)، وهذا يعني بأنّه لا يوجد سبيلٌ للإنسان غير التعلّم.
بعدها شرح الشيخ الكعبي السلبيّات التي يواجهها شبابُنا في الوقت الحاضر من عواصف برامج التواصل الاجتماعيّ وما تحمله هذه البرامج من سلبيّات دون العمل بإيجابيّاتها، وتضييع الوقت واللهو بأشياء دون الاستفادة من هذا الوقت بشيءٍ يُفيد وينفع الناس، كذلك أوضح كيف أنّ القرآن الكريم قد بيّن المفردات الأساسيّة في حياة الفرد والعيش بسلام والابتعاد عن كلّ ما هو زائل لا بقاء له، مستشهداً بالعديد من الحوادث التأريخيّة التي عاصرتها الأمّة الإسلاميّة.
واختتم الكعبي ندوته بنصائح تربويّة قيّمة للطلبة الحاضرين وأجاب عن أسئلتهم التي وجّهوها له في نهاية الندوة.
واستكمالاً لما بدأته بمساهمتها في حلّ مشكلة المياه في محافظة البصرة، انتهت الملاكاتُ الفنّية التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة مؤخّراً من نصب منظومة مياهٍ متكاملة الخطوط وبطاقةٍ إنتاجيّة ونقاوةٍ عالية، في المستشفى التعليميّ الكائن في منطقة البراضعيّة في المحافظة، الذي كان يُعاني من عدم صلاحيّة المياه المزوّد بها.
رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ بيّن: “الخطوة هذه جاءت بعد زياراتٍ عديدة قام بها فريقٌ مختصّ من قبل قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، إثر ورود معلوماتٍ تفيد بأنّ المياه المغذّية للمستشفى غير صالحة للاستخدام البشريّ، فكانت له زيارات عديدة تمخّض عنها وضع اليد على ما يُعانيه هذا المستشفى، وبعد إجراء الفحوصات المختبريّة لهذه المياه تبيّن أنّ المياه التي تأتي من محطّة البراضعية هي مياه عالية الملوحة، حيث بلغت الى (22) جزءً بالمليون، أمّا الآن بعد هبوط نسبة الأملاح في المياه الى حدود السبعة آلاف فهي أيضاً لا تزال غير صالحة للاستخدام البشريّ، أمّا المصدر الآخر لمياه المستشفى فهو من محطّة البدعة”.
المهندس أحمد أمجاد المشرف على تنفيذ هذه المنظومة وأحد أعضاء فريق المرجعيّة الدينيّة العُليا الذي كُلّف بإيجاد حلولٍ لأزمة المياه في محافظة البصرة، فقد أضاف قائلاً: “بعد إتمامنا لجميع الفحوصات المختبريّة وعمل دراسة بالموضوع، توصّلنا الى معرفة حجم ونوع المحطّة التي سيتمّ تزويد المستشفى بها، فكانت المنظومة المُناسبة من الناحية العلميّة هي منظومة عالية الملوحة، بحيث تتحمّل بحدود (30 ألف) جزء بالمليون من الأملاح، وذات سعة (15) متراً مكعّباً في الساعة أي (15) ألف لتر في الساعة تقريباً”.
وتابع أمجاد: “بعد ذلك باشرنا بالعمل وقمنا بتهيئة المكان المناسب لنصب المنظومة التي تمّ تحديد مواصفاتها تبعاً لمعطيات علميّة، وبعد تحديد مصادر المياه تمّت أعمال النصب التي أُنجزت في غضون عشرة أيّام، ونصبنا هذه المنظومة التي تتكوّن من عدّة مراحل، من مراحل الضخّ وسحب المياه الخام وصولاً الى الفلاتر المتعدّدة الطبقات الرمليّة والفلاتر القطنيّة، ثمّ الأغشية التناضحيّة من ثمّ العمليّات التي تتخلّلها كالحقن الكيميائيّ من ثمّ ضخّه الى المستشفى عن طريق خزّاناتٍ كبيرة”.
واختتم: “لم تقتصر الأعمال على هذا الحدّ فحسب بل قمنا بإجراء مسحٍ وفحصٍ على شبكات الأنابيب الناقلة في المستشفى، حيث تمّت معالجتها بالتعاون مع باقي أعضاء فريق المرجعيّة الدينيّة العُليا، والمياه الآن تُغطّي معظم أقسام المستشفى، ونحن مستمرّون في العمل حتّى تصل المياه الصالحة للاستخدام الى جميع أقسام المستشفى بشكلٍ كامل”.
يُذكر أنّ الفريق الفنّي الذي أرسلته المرجعيّة الدينيّة العُليا الى محافظة البصرة لمعالجة مشكلة المياه التي تفاقمت خلال فصل الصيف المنصرم، لا يزال متواجداً في المحافظة ويعمل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على وضع الحلول لهذه المشاكل، وقد وقع على ملاكات العتبة العبّاسية المقدّسة جزءٌ من هذه الأعمال.
النهایة

