شفقنا العراق-دعت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، الى اعتماد الكفاءات في المناصب الحكومية بعيداً عن المحاصصة الحزبية والطائفية والاثنية، فيما بينت أن استجابة المسؤولين لبعض دعوات الإصلاح أعطت الأمل بحصول تغييرات حقيقية بالبلد.
وقال ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني بكربلاء، إن “إصلاح المنظومة في البلد يستدعي اعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسلم المواقع والوظائف الرسمية بدلا من المحاصصات الحزبية والطائفية والاثنية”، وشدد في الوقت نفسه على “مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين، وتقليل النفقات غير الضرورية وهي كثيرة ومتنوعة”
وأضاف الكربلائي أن “كل ذلك مطالب محقة وأساسية لا غنى عنها في معالجة الأوضاع المتأزمة والمشاكل الكبيرة التي يعاني منها الشعب”، موضحا أنه “منذ عدة أشهر وبسبب تزايد الضغط الشعبي لاح في الأفق ان هناك فرصة طيبة لاستجابة المسؤولين لدعوات الإصلاح وصدرت قرارات وإجراءات في ذلك الغرض”.
وأشار الشيخ الكربلائي الى أن تلك القرارات والاجراءات “وإن لم تمس في معظمها جوهر الإصلاح الضروري، لكنها أعطت بعض الأمل بحصول تغييرات حقيقية يمكن ان تسير بالبلد نحو الهدف المطلوب”.
لا يجب اتخاذ رعاية الدستور ذريعة للالتفاف على الإصلاح
كما قالت المرجعية العليا من خلال خطبة الجمعة فی کربلاء انه “لا ينبغي ان يتخذ لزوم رعاية المسار الدستوري وسيلة للالتفاف على الخطوات الإصلاحية”.
وقال الشيخ الكربلائي إنه “تم التأكيد منذ البداية على ضرورة أن تسير تلك الإصلاحات في مسارات لا تخرج بها عن الأطر الدستورية والقانونية”، مستدركا “لكن لابد من التأكيد انه لا ينبغي ان يُتخذ لزوم رعاية المسار الدستوري والقانوني وسيلة من قبل السلطة التشريعية أو غيرها للالتفاف على الخطوات الإصلاحية أو التسويف او المماطلة بالقيام بها استدلالا لتراجع الضغط الشعبي في هذا الوقت”.
وبين الكربلائي أن “تحقق العملية الإصلاحية مرتبط بما تتخذه السلطات الثلاث من إجراءات حقيقية في هذا الصدد ولا يكون ذلك إلا مع وجود إرادة جادة وصادقة في الاصلاح والقضاء على الفساد”، مشيرا الى أن “انسيابية وفاعلية تلك الإجراءات منوطة بالتعامل والتنسيق المشترك بين السلطات الثلاث وعدم التباطؤ المؤدي الى تراجع هذه العملية”.
ضرورة حماية الكوادر الطبية والصرامة في تطبيق القانون
كما دعت المرجعية الدينية الى تفعيل الإجراءات الأمنية في حماية الكوادر الطبية والى الصرامة في تطبيق القانون بحق المعتدين عليهم، فيما أوصى الأطباء الذين تدفعهم بعض الممارسات الخاطئة الى الهجرة خارج العراق بالتضحية والصبر واتخاذ الأبطال بجبهات القتال ضد “داعش” قدوة لهم.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي: لقد “ازدادات في الاونة الاخيرة ظاهرة تعرض الاطباء في بعض المناطق الى التهديد الخطف والقتل والابتزاز واستمرار هذه الظاهرة وعدم الإسراع بمعالجتها يؤدي الى مزيد من الخلل في المنظومة الصحية التي تعاني اساسا من مشاكل كثيرة ويعرقل قيام الاطباء بمهامهم الانسانية”، مشيرا الى أن “البعض منهم قد يفكر بالهجرة الى دول تتوافر فيها أجواء آمنة ومناسبة لهم”.
وأضاف الكربلائي: “من أسباب هذه الظاهرة ضعف هيبة القانون في البلد الذي اعطى المجال للبعض باستخدام سطوته او العرف العشائري وسيلة للاعتداء على الاخرين والابتزاز المالي منهم”، مشددا أن “هناك حاجة ماسة لتفعيل الإجراءات الأمنية في حماية الكوادر الطبية والصرامة في تطبيق القانون بحق المعتدين وتصدي العقلاء وأهل الحكمة من العشائر لأي استغلال للعرف العشائري واتخاذه وسيلة للابتزاز والتهديد”.
ودعا الكربلائي وسائل الإعلام الى “القيام بتوعية المواطنين وتثقيفهم على الاضرار الكبيرة التي ستلحق بالخدمة الصحية في العراق لو استمرت هذه الظاهرة ولم يتم وضع حد لها”، وتابع: “كما نوصي الأطباء ايضا بالتصدي لبعض الظواهر السلبية الملحوظة لدى بعض العاملين من حيث عدم الاهتمام بالمرضى ونقص العناية اللازمة بهم مما يعرض حياة المرضى للخطر ويتسبب بمشاكل مع ذويهم، ونذكر الاطباء الذين تدفعهم بعض الممارسات الخاطئة الى الهجرة خارج العراق بان البلد بحاجة إلى التضحية والصبر والتحمل في هذه الأيام الصعبة وان يتخذوا من الابطال في جبهات القتال ضد داعش قدوة لهم وأسوة في التضحية وحب الوطن وخدمة أبنائه”.
النهاية