خاص شفقنا العراق-اعتبر خبير المذاهب والفرق الإسلامية السيد علي موسوي نجاد إن حلحلة الأزمة اليمنية بحاجة إلى عزيمة وإرادة إقليمية ودولية، وبذل مساعي دبلوماسية، مصرحا بان “تقسيم اليمن ليس مستبعدا”، مؤكدا إن الحرب ألحقت خسائر بالسعودية، لكن قوات أنصار الله لم تخسر شيئا بعد.
وفي حوار له مع وكالة شفقنا حول العدوان على اليمن، أشار أستاذ جامعة الأديان والمذاهب السيد علي موسوي نجاد إلى الوضع الجغرافي اليمني ودور الحوثيين في التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية، مبينا ان “حركة أنصار الله وبصفتها جماعة شيعية زيدية، تريد إجراء إصلاحات سياسية بمعنى انها تنوي إشراك كل المكونات اليمنية في إدارة البلاد”.
مضيفا إن “مواجهة العدوان السعودي ومقاومته لم يجعلها تتراجع عن مواقفها، فإنها لم تنهار ولم تنقسم، إذ نشاهد زعيم الحركة يلقي خطابات في مختلف المناسبات”.
وأضاف موسوي ان “مواقف أنصار الله في الصراع والحرب تكشف عن سيطرة تنظيمية ومعنوية ونفسية للحركة، فإذا ما أردنا تفسير وضع اللجان الشعبية في اليمن لقلنا بان الشعب اليمني وبالرغم من الحصار والحرب البرية والجوية إلا انه مستمر بالمقاومة، هذا في حين ان العدوان يحول أيضا دون وصول المساعدات الغذائية للشعب اليمني”.
وصرح الخبير بالمذهب الزيدي ان “النسيج القبلي في المجتمع اليمني هو الذي أدى إلى تكاتف الشعب اليمني والمقاومة في وجه الهجوم الأجنبي، فلم تضعف معنوياته في مواجهة الأجانب، بل أصبح أكثر عزيمة وإرادة من ذي قبل”.
واستطرد قائلا ان “السعودية ومن وراء العدوان على اليمن ومهاجمة المناطق السكنية، تهدف ورا التنكيل بالشعب اليمني، غير ان هذا الهجوم قد يغير المعادلات فيتضرر الجانب السعودي والحلفاء، ذلك ان الشعب اليمني شعب أبي وباسل وتربطه الأواصر القبلية، ولا ننسى بان السعودية حاولت إظهار نفسها كمنقذ للشعب اليمني، ومن هنا استهدفت الطائرات السعودية في الأشهر الماضية أهدافا أكثر دقة، لكن الحقيقة تقول بان الكثير من القتلى هم من الأبرياء والمدنيين ولم يقتل أي من قيادات أنصار الله وحتى جنرالات الجيش المناصر لعبد الله صالح وحلفاءه، لكن في الطرف الآخر نرى الكثير من القادة العسكريين من آل سعود قد لقوا حتفهم في الحرب”.
سيطرة أنصار هادي على عدن دعاية إعلامية
كما كشف موسوي نجاد ان “ما يقال عن سيطرة القوات التابعة للرئيس اليمني المستقيل على المحافظات الجنوبية اليمنية ليس إلا دعاية إعلامية، فانسحاب قوات أنصار الله كان انسحابا تكتيكيا وقوات عبد ربه منصور لم تستطع بعد دخول محافظة عدن، لان الانفصاليون الجنوبيون هم من يسيطر على جزء من الأراضي الجنوبية وخاصة مدينة عدن، ولم ولن يقبلوا بحضور قوات أجنبية، بل يتابعون تنفيذ خططهم الرامية إلى انفصال الجنوب عن الشمال”.
وحول الوضع في باب المندب قال ان “قوات ما يسمى بالتحالف العربي أخذت زمام المبادرة جوا وبحرا، فالجيش اليمني وأنصار الله لا يمتلكان أي قوة جوية أو بحرية قوية، لكن بالرغم من الانتصارات الأولية التي تحققت في مضيق باب المندب وسيطرة العدوان على المنطقة، لكن الوضع في باب المندب يبقى غير آمن ويبدو بان الهدوء والاستقرار في باب المندب مرتبط بمصير تعز، فضلا عن إن الجيش واللجان الشعبية لا زالوا يسيطرون على المعسكر الرئيسي في باب المندب”.
تقسيم اليمن غير مستبعد
هذا ولم يستبعد موسوي نجاد تقسيم اليمن وأوضح إنه “إذا ما أخذنا الجانب التاريخي بنظر الاعتبار فتقسيم اليمن ممكن الحدوث، فانسحاب أنصار الله وقوات الجيش من الجنوب ومنها عدن حمل في طياته رسالة مفادها إنهم سوف لا يحاربون الانفصاليين إذا ما أرادوا الانضمام إلى السعوديين”.
أما عن مستقبل الحرب فقال ان “غياب الإرادة الدولية الحقيقية في حلحلة الأزمة اليمنية واضحة كل الوضوح إلى يومنا هذا ويبدو ان الأزمة مستمرة”، داعيا إلى “إرغام السعودية على الرضوخ للواقع بعزيمة دولية”، مشيرا إلى “إمكانية قمع مطالب الشعب اليمني الاستقلالية وحتى خروج أنصار الله من تعز، لكن هذا لا يعني إخماد لهيب التوتر، فتناقض مصالح آل سعود التابعة إلى القوى العظمى مع دولة تريد تحقيق الاستقلال، قد يطل برأسه في صور الحرب وتقسيم اليمن ومشاكل لا يمكن التنبؤ لها”.
كما بين موسوي إن أحد أهم أهداف السعودية هو تدمير البنى التحتية اليمنية، ولعله إحدى أسباب استمرار العدوان حتى يومنا هذا، ويبدو إن السعودية وحلفاءها أيقنوا بألا رجعة لليمن إلى أحضانهم، مما جعلهم يسعون أن يتركوا وراءهم بلدا مدمرا محترقا حتى لا يكون خطرا على السعودية”.
النهاية