شفقنا العراق- أفادت مصادر سوریة اليوم الإربعاء، ان قوات الجيش السوري أسقطت ۷ طائرات صغيرة مسيرة بالتحكم عن بعد فوق مدينة “ازرع” بريف درعا الشمالي، وأشارت المصادر الميدانية إلى أن طول الطائرة الواحدة يبلغ ۵۰ سم وكانت محملة بكميات من مادة السيفور ومزودة بكاميرات مراقبة.
ورجحت المصادر ان تكون الطائرات قدمت من بلدة “بصر الحرير” أو منطقة “اللجاة” بريف درعا لاستهداف المواقع الحيوية في محيط المدينة حيث تمكنت مضادات الطيران من اسقاطها .
إلى ذلك أكدت مصادر ميدانية تدمير 12 آلية للتنظيمات المسلحة المنضوية تحت مسمى «جيش الفتح» ومقتل 60 من أفرادها على الأقل خلال عمليات للجيش وقوات الدفاع الوطني على تجمعاتهم في ريف إدلب الجنوبي، وذكرت المصادر إن وحدة من الجيش نفذت عملية نوعية على تجمعات للإرهابيين في قرية “معراتا” بجبل الزاوية أسفرت عن تدمير عشر سيارات وسقوط 50 قتيلا بين صفوفهم.
وأوضحت المصادر أن غالبية القتلى من المرتزقة الأجانب وبينهم متزعمان في «جبهة النصرة» وما يسمى «جند الأقصى» وثلاثة إرهابيين من الجنسية التركية.
ولفتت المصادر إلى أن وحدة من الجيش دمرت سيارتين بداخلهما 7 إرهابيين على الأقل في بلدة سنجار بالريف الجنوبي الشرقي، في وقت نفذ الجيش عملية نوعية على قرب بلدة التمانعة ما أدى إلى مقتل عدد من أفرادها، كما دمرت وحدة أخرى من الجيش تجمعا لإرهابيي «جيش الفتح» في بلدة كفرنبل بريف إدلب ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى من بينهم الإرهابي “حاتم الداعوش”.
موسكو أفشلت هجوماً عسكرياً على دمشق
فیما أفشلت روسيا هجوماً ميدانياً اعدت له السعودية عبر «جيش الاسلام» على العاصمة السورية دمشق. الهجوم كان معدّ ليكون الرد الابرز على بدء العمليات العسكرية الجوية الروسية في سوريا، والتزام موسكو حماية الدولة السورية ودعمها الرئيس بشار الاسد. لكن الطيران الروسي عطّل عنصر المفاجأة وقصف الغوطة.
واضافت الصحيفة في مقال للكاتب وفيق قانصوه، في زيارته الأولى لموسكو، في 19 حزيران الماضي، تلقّى وليّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من الرئيس فلاديمير بوتين العرض التالي: نساهم في اقناع أصدقائنا الايرانيين بالوصول الى تسوية في اليمن تحفظ نفوذكم التقليدي وأمن الممرات المائية الحيوية لكم وللعالم وممرات النفط الخليجي عبر البحر الأحمر الى أوروبا، اما المقابل، فهو الذهاب الى حل سياسي في سوريا.
قدّم الرئيس المضيف عرضه مشفوعاً برؤية روسية تقوم على أن العدوان السعودي على اليمن يكاد يتحوّل حرباً طويلة، وأن الاتفاق النووي بين طهران والدول الغربية بات ناجزاً بما يعنيه من اعتراف بدور ايراني محوري في المنطقة، وأن تنظيم «داعش» خرج عن سيطرة داعميه ليتحوّل خطراً عالمياً، وخصوصاً على السعودية لرمزيتها الدينية، وعلى روسيا لوجود أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم الارهابي من دول آسيا الوسطى.
وفق هذا التفاهم، استقبل محمد بن سلمان رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك في الرياض في آب الماضي. ورغم أن التقييم الأوّلي للقاء أنه «يشكّل نافذة فرصة»، بدا واضحاً ان الامير السعودي وجد صعوبة في تسويق الـ «ديل» لأسباب عدة، أهمها الصراع الداخلي على القرار السعودي وصعوبة اقناع الحلفاء الأمريكي والتركي والقطري.
في هذه الأثناء، كانت قوات الغزو السعودي تحقق تقدّماً سريعاً ومفاجئاً في اليمن، بغطاء أمريكي. خرج انصار الله من عدن ومعظم مناطق الجنوب، وصولاً إلى إعلان رئيس الحكومة اليمنية الموالية للرياض خالد بحّاح، في 17 تموز الماضي، «تحرير عدن». شعر إبن سلمان بأن الأمور تسير بما يخدم طموحه في حمل لقب «بطل النصر» في وجه غريمه الأبرز ولي العهد محمد بن نايف، وبالتالي تصرف على اساس ان في امكانه التحلّل من الاتفاق مع بوتين.
لكن رياح اليمن لم تجرِ تماماً بما تشتهي سفن «الأمير الحالم»: عجزت قوات الغزو التي كانت تطمح الى الوصول الى صنعاء عن تجاوز تعز ومأرب، وزادت الخسائر البشرية والمادية السعودية، مع الارتفاع المضطرد لكلفة الحرب وبدء لمس مظاهر التردّي في الاقتصاد السعودي. وكلها عوامل تصبّ لغير مصلحته في «حرب المحمدين» التي يخوضها مع ولي العهد.
تصاعد الضغط الداخلي على ولي ولي العهد، وانطلقت الحملة الجوية الروسية في سوريا. بات واضحاً الالتزام الروسي بمساعدة الرئيس بشار الأسد. شعر إبن سلمان، مرة أخرى، بأن الترياق قد يأتي من موسكو، فطلب لقاء جديداً مع بوتين. لم يستقبل الرئيس الروسي ضيفه في الكرملين، وإنما في منتجع سوتشي (جنوب روسيا) على هامش فعاليات سباق «فورمولا ــــ 1» للسيارات. والمتابعون يؤكدون أن اللقاء «كان بارداً وثقيل الوطأة». عرض الضيف السعودي إحياء الـ «ديل» القديم نفسه: حلّ يحفظ ماء الوجه في اليمن مقابل حل سياسي في سوريا. المصادر تؤكد أن بوتين ردّ على إبن سلمان بطريقته المباشرة المعروفة: عرضت عليكم مقترحا كان يمكن أن يوصلنا الى تسوية. لكنكم لم تسيروا في الاتفاق الذي التزمت به. الآن فات الأوان بعدما باتت القوات الروسية موجودة في سوريا.
انتهى اللقاء الى فشل، وهو ما عبّرت عنه تسريبات سعودية وصفت اللقاء بـ «العاصف»، وقالت إن محمد بن سلمان حذر الروس من «عواقب وخيمة» لتدخلهم في سوريا، ومن أن هذا التدخل «سيجذب متطرفين من أنحاء العالم». كما عبّرت عنه أيضاً عودة الرياض الى نغمة «لا مستقبل للأسد في سوريا»، ورفض أي من صيغ الحلول المطروحة.
ترافق ذلك مع حملة اعلامية ضد روسيا على خلفية وصف تدخلها بـ «حرب صليبية جديدة»، وهو الشعار الذي استُقدم في ظله مقاتلون جدد، خصوصاً من الشيشان، الى سهل الغاب وريف اللاذقية. فيما فتحت السعودية مخازن صواريخ «تاو» الامريكية المضادة للدروع أمام مختلف فصائل المعارضة المسلحة. وتم الغاء العمل بمعايير صارمة كانت واشنطن تفرضها على السعوديين والأتراك لتسليم هذا السلاح للتأكد من وجهة الاستخدام والجهة التي تستخدمه.
في غضون ذلك، كان الجيش السوري وحلفاؤه يحشدون قوات برية لمرافقة العملية الجوية الروسية، خصوصاً في ريف حلب شمالاً وفي سهل الغاب وريف إدلب في الوسط: تشكّل «الفيلق الرابع اقتحام» ووظيفته الأساسية العمل في الشمال، عزّز حزب الله قواته برفدها بمئات المقاتلين الجدد.
كانت العيون كلها على الشمال والوسط عندما رصدت الاستخبارات الروسية، قبل أسبوعين، خطة يعد لها السعوديون والاردنيون (عبر غرفة الموك) للقيام بهجوم صاعق من الجنوب عبر درعا والقنيطرة لاسقاط دمشق، يترافق مع تحرك كبير لـ «جيش الاسلام» الذي يقوده زهران علوش، رجل السعودية الاول في سوريا، والذي يتخذ من الغوطة الشرقية مقرا رئيسيا له. طابق الروس معلوماتهم مع المعلومات الميدانية المتوافرة لدى حزب الله عن تسجيل تحركات غير عادية في مناطق جوبر وضاحية الاسد قرب دمشق. فجأة غيّرت الطائرات الحربية الروسية مسارها من الشمال الى الجنوب، وأغارت على مجموعة مواقع في جوبر والغوطة الشرقية، خصوصاً بلدتي مرج السلطان ودير العصافير، اضافة الى قرى أخرى تشكّل خطوط إمداد للقوات المهاجمة، ما أدى الى تدمير مواقع قيادية وإسقاط عنصر المفاجأة، وإفشال الهجوم قبل أن يبدأ.
مصدر عسكري: الوضع الميداني بمحيط مطار دير الزور جيد والدواعش يتلقون ضربات موجعة
کما أكد مصدر عسكري في دمشق أن الوضع الميداني في محيط مطار دير الزور العسكري جيد وحامية المطار في حالة جاهزية كاملة لأي معركة، مضيفا أن المقاومة الشعبية دمرت في المنطقة الشرقية تجمعاً لإرهابيي داعش في “البوكمال” بدير الزور وأوقعت في صفوفهم عددا من القتلى والجرحى .
وأضاف المصدر العسكري أن الجيش السوري استهدف مجموعة ارهابية لتنظيم “داعش” في حي”الحويقة” مما آدى إلى تدمير آلية مزودة برشاش دوشكا ومقتل واصابة عدد من الارهابيين ، في وقت أحبطت وحدة من الجيش تسلل لإرهابيي التنظيم في أحياء العمال والمطار القديم وقتلت وأصابت عدد منهم.
وختم المصدر أن قوات الجيش السوري والدفاع الوطني ورجال العشائر في مدينة دير الزور وريفها على أهبة الإستعداد وبحالة جهوزية كاملة لأي معركة قادمة مؤكدا إفشال جميع محاولات إرهابيي “داعش” بالهجوم على المطار العسكري والقرى المحيطة به وتفجير مفخخاتهم وتوجيه ضربات موجعة لهم وتكبيدهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد .
النهایة