شفقنا العراق-دخل العراق في دوامة جديدة إثرَ سقوط نظام البعث الإجرامي، تمثلت بالاحتلال ودور الدول المعادية التي تجد في فجر جديد يبزغ في العراق تهديدا لوجودها.
فكثرت الفتن وسُلب من العراقيين الأمن والأمان، وفي كل لحظة تحاك مؤامرة جديدة ضد هذا البلد الذي تملؤه الجراح، فتتعالى يومياً صرخات الاطفال وتنهمر دموع الثكالى بين شهيد وقتيل وبين جريح وفقيد.
لكن أرض السواد قد حباها الله بسنابل الخير التي ما فتئت تنبت حتى في اضحل الترب وأقساها… سلسلة من الكفاح والتضحية اسس قواعدها رسل وانبياء وصالحين.
كيف لبلد كان ولا زال مهبطا للملائكة ان يدنس وتسلب منه الحرية؟!
كيف لبلد تنبعث منه تراتيل وتهاليل التمجيد لرب المشرقين والمغربين ان ينهزم ويفقد هوية الطاعة والخضوع التي طالما كانت وساماً يزين جيدَ هذا البلد؟!
في كل محنة يمر بها العراق تمتد يد السماء لتنتشله من براثن العدوان والمؤامرة.
وفي عصرنا هذا قد شهدنا ملحمة من العطاء والبذل للغالي والنفيس لكنه من نوع آخر تميز بمصداقية وارتقاء في التفكير والمنهج قاد ركبه ثمرة من ثمار السلالة العلوية متمثلة بسماحة المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني.
فعبر بالعراق الى ضفاف الخلود ليجعل منه قوة خارقة تضعف كل اسلحة العالم مهما بلغت قوتها وبطشها.
ولعل من ابرز تحركاته المباركة بعد سلسلة التفجيرات التي طالت ارواح الابرياء والاماكن المقدسة، موقفه في اصدار فتوى الدفاع الكفائي التي وصفها الكثيرين بأنها فتوى سددتها إرادة السماء في الحفاظ على بلد الحضارات والمقدسات.
ما أن أصدر فتواه حتى تجمع الآلاف من المتطوعين يعلنون الطاعة والاستعداد في الدفاع عن أرض الطهر والقداسة.
وبدأت سلسلة جديدة من التضحيات في درب الشهادة، لتحرير البلد من براثن العدوان الداعشي الذي استباح كل المقدسات واستخدم ابشع الطرق لتحقيق اهدافه الخبيثة.
لكن إرادة الله عز وجل حالت دون تحقيق مخططات دولة الشيطان.
فكل صباح في العراق أصبح اجمل ومعطر بعطر الشهادة والانتصار وتقدم في الارض زلزل كيان العدو وجعله في زاويا الذل والهزيمة.
ليطلق سماحته بعد فترة قياسية راهن عليها الاعداء، تباشير الانتصار وانه يوم موعود لا ريب فيه.
فسلام على العراقيين وعلى العراق وعلى الدماء الطاهرات التي امتدت الى اعماق تربته لتجدد عهد التضحية والشهادة.
محمد عبد الصاحب النصراوي
———————–
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————