خاص شفقنا- بيروت- 22 عاما مرت على حرب عناقيد الغضب عام 1996، التي لم يرحم فيها العدو الصهيوني أهل الجنوب و المقاومة ظنا منه أن آلة الدمار و القتل ستقتل عزيمة الجنوبيين وستمنعهم من متابعة نضالهم حتى تحرير الأرض من رجس احتلالهم و عدوانهم.وكان لبلدة قانا الجنوبية نصيب وافر من هذا العدوان، الذي اختطف ارواح ما يزيد عن 106 من المدنيين إضافة إلى إصابة العشرات بجروح.
وفي 18 نيسان تحديدا قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر كتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة في لبنان آنذاك بعد لجوء المدنيين إليه هرباً من عملية “عناقيد الغضب”، ظنَّ أهالي قانا، جبال البطم، صديقين، رشكنانيه، حاريص أنَّ اللجوء إلى معسكر للأمم المتحدة سيحميهم على اعتبار أنَّ مراكز “اليونفيل” لا تُقصف. فجاء الجواب سريعاً، قُصف المقر وسقط الشهداء والجرحى، فعلت الصرخات المطالبة بشجبٍ واستنكارٍ دوليين ضدَّ هذه المجزرة التي استهدفت عن قصد مدنيين أبرياء، فاجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو.
وفي هذا السياق، لفت النائب عبد المجيد صالح في حديث خاص لـ”شفقنا” الى قانا احترقت مرتين بجريمتين انسانيتين وكأن هذا الدم يتسرب للمرة الأولى عبر اعين كاميرات العالم والفضائيات والشاشات، بسبب المشاهد الموجعة والقنابل، مؤكدا ان العدو الاسرائيلي بعد هذه المجزرة قد أصيب بالمركز العصبي الأساسي لقياداته وقد بدا ذلك جلياً في عام 2000 وفي هزيمتهم النكراء في حرب تموز 2006.
واضاف “بصمود اللبنانيين والجنوب استطاع لبنان التغلب على الجيش الذي لا يقهر والذي تغلغل القلق في مؤسساته العسكرية وصدم بإصاباته، مؤكدا انه وبصمود المقاومة والجيش والشعب فتحت افق الثبات والاستقرار وتفتحت الرؤى حول هذه المعادلة الذهبية ودخلت اسرائيل في زمن الهزائم لافتا الى ان “المقاومة اليوم في موقع استراتيجي قوي ومتماسك”.
يذكر ان هذه الحرب انتهت بتحييد المدنيين، وقد ردّت المقاومة بسلسلة عمليات وهجمات على المواقع الصهيونية ومارست الضغط العسكري على جند الإحتلال لإجباره على الإنسحاب وهذا ما حصل في أيار 2000 عندما تراجع الإسرائيلييون وانسحبوا بشكل ذليل وتم التحرير الذي هو باكورة صراع دام أكثر من ثمانية عشر عاما.
إن الحروب التي قامت بها اسرائيل منذ عام 1984 حتى تموز 2006 هي حروب باءت بالفشل أرادت بها استئصال المقاومة لكنها أخفقت ولا يمكن لأي جيش مهما بلغت قوّته أن يستهدف مقاومة محتضنة شعبيا ومادامت هي محتضنة شعبيا فإنها ستحقق الإنجاز تلو الآخر.
النهایة