شفقنا العراق- برعاية العتبة العبّاسية المقدّسة وتواصلاً لمشاريعها الفكريّة الرامية لإحياء ذكر وأثر أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، انطلقت صباح اليوم فعّالياتُ المهرجان السنويّ المركزيّ الأوّل لخطب الإمام الحسن(عليه السلام)، الذي أقامته الهيأة العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) للمدارس الابتدائيّة والمتوسّطة والإعداديّة، وبالتعاون مع مديريّة التربية ونقابة المعلّمين في محافظة بابل تحت شعار: (الإمام الحسن المجتبى -عليه السلام- هيبةُ النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلم- وبلاغة الوصيّ -عليه السلام-).
المهرجانُ هو حصيلة لتصفياتٍ أشرفت عليها لجان مختصّة اشتركت فيها (117) طالباً وطالبة من مدارس محافظة بابل للمراحل (الابتدائيّة – المتوسّطة – الإعداديّة)، تأهّل للمرحلة النهائية (17) طالبة و (11) طالباً حيث اختصّت المرحلة الأولى منه بالتصفيات الخاصّة بالبنين.
استُهلّت فعالياتُ المهرجان التي شهدت حضوراً لوفد مثّل العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية وشخصيّات تربويّة من المحافظة فضلاً عن الطلبة المشتركين بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم تلتها قراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار.
أعقبتها كلمةُ الهيأة العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) التي ألقاها بالنيابة الأستاذ محمد حسين عبود، وقدّم من خلالها شكره الجزيل للعتبة العبّاسية المقدّسة وقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة فيها لرعايتها هذه الفقرة المختصّة بالإمام الحسن(عليه السلام)، وتسليط الضوء على جانب من حياته (سلام الله عليه) وهي خطبُه المباركة، وقد اشترك في هذه الفعالية (117) طالباً وطالبة من محافظة بابل خضعوا لاختباراتٍ أشرَفَت عليها لجنةٌ مختصّة، ليتمخّض عن هذه الاختبارات تأهّل (28) طالباً وطالبة ويصلوا الى المراحل النهائيّة التي أُقيمت هذا اليوم.
وعن الهيئة التدريسيّة في المحافظة فقد ألقى الأستاذ علي فاضل الخفاجي مدير مدرسة الوائلي كلمةً رحّب من خلالها بوفد العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، مقدّماً كذلك شكره وامتنانه لهذه الالتفاتة التي تنمّ عن الشعور بالحبّ والولاء لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ومنهم الإمام المظلوم أبو محمد الحسن المجتبى(عليه السلام).
بعد ذلك تبارى المتأهّلون لهذه المرحلة من الطلبة ليلقوا ما حفظوه من خطب الإمام الحسن(عليه السلام) ليكون الختام بإعلان نتائج الفائزين وتكريمهم حسب الضوابط التي وضعتها اللجنة التحكيميّة.
کما افتُتِحَ صباح هذا اليوم ومن مسقوفات ساحة ما بين الحرمين الشريفين معرضُ كربلاء الدوليّ للكتاب بنسخته الرابعة عشر، الذي يُقام ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الذي تُقيمه وترعاه العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية وستنطلق فعّالياته في الثالث من شهر شعبان المعظّم.
المعرض الذي ستستمرّ فعاليّته لمدّة (10) أيام ابتداءً من يوم (29 رجب الأصبّ 1439هـ الموافق 15 /4 /2018م) ولغاية (8 شعبان 1439هـ الموافق 25/ 4/ 2018م)، شاركت فيه أكثر من (133) دار نشر عراقيّة وعربيّة وأجنبيّة موزّعة على سبع دول هي: (بريطانيا، ولبنان، وإيران، ومصر، والأردن، وسوريا، والعراق) وبلغت المساحة الحاضنة لأجنحة المعرض أكثر من (3000م2).
مدير معرض كربلاء الدوليّ للكتاب الدكتور مشتاق معن العلي بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: “المعرض يندرج ضمن النشاطات الثقافيّة لمهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالمي؛ إذ يمثّل ممارسة ثقافيّة تُشتقّ من ألق كربلاء ومقدّساتها، وإنّ هذه النسخة ستكون متميّزة من ناحية التنظيم إضافةً الى تنوّع المعروض الذي يستهدف شرائح مختلفة من المجتمع كالأطفال والأسرة، فضلاً عن النخب الثقافيّة سواءً كانوا من طلبة العلم أو من الأكاديميّين أو من طلبة الحوزة العلميّة”، موضّحاً أنّ: “الافتتاح الأوّلي للمعرض الهدف منه هو لإعطاء وقت أكبر لدور النشر لعرض عناوينها”.
وأضاف: “ستكون هذه النسخة من المعرض شاملة ومتكاملة من حيث العنوان والتخصّص، وقد اتّخذت اللّجنةُ المُشرِفة على المعرض إجراءات تمنع من خلالها عرض أيّ كتابٍ يمسّ سيادة العراق، أو يثير الطائفيّة، أو يتهجّم على الرموز الدينيّة، أو يتناول جوانب غير أخلاقيّة، وإنّ المشاركات في الأجنحة كانت إمّا بصورةٍ مباشرة أو عن طريق وكالات معتمدة سواءً كانت (الأكاديميّة – الجامعات – المراكز البحثيّة – مراكز الدراسات – دور نشر الطفولة – مؤسّسات إنتاج فضائيّ – دور طباعة ونشر وتوزيع)، كذلك ستشترك العتبات المقدّسة كافة من داخل العراق وخارجه فضلاً عن المزارات الشيعيّة وديوانَيْ الوقف الشيعيّ والسنّي”.
وأوضح معنيّون أنّ معرض كربلاء الدوليّ للكتاب يمثّل نشاطًا ثقافيًّا يتيح الفرصة للتواصل والتفاعل بين العقول المبدعة في الثقافة والفكر والعلم، والقرّاء والمثقّفين على مختلف تخصّصاتهم، فضلًا عن تعزيز الثقة والتواصل بين هذه المؤسّسات والمنظّمات والمؤسّسات التربويّة والعلميّة والاجتماعيّة وغيرها.
يُذكر أنّ معرض كربلاء الدوليّ للكتاب هو أحد أبرز فعاليّات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الذي تُقيمه وتموّله بشكلٍ كامل الأمانتان العامّتان للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية منذ تأسيسه إحياءً لذكرى مولد سبط الرّسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).
النهایة