خاص شفقنا- بيروت-ضمن سلسلة “قراءة في كتاب” والتي تنشرها وكالة “شفقنا”، ارتأى الكاتب الدكتور غسّان طه في كتابه “التاريخ السياسي-الإجتماعي لشيعة لبنان 1840-1920″ أن يتعرض لعلاقة الشيعة بالدولة في تلك الحقبة، والتي ناقش تفاصيلها التاريخية من الناحية السوسيوتاريخية معتمدا على ما توفره سياقات الاحداث و الوقائع التفاعلية للطائفة في ضوء المتغيرات الإجتماعية و التاريخية، و من دون أن يهمل التعرض للذاكرة التاريخية والظروف التي وضع علاقة الشيعة بالدولة أما تحدي خيارات المحافظة على الخصوصية و الإنفتاح على التكوينات الإجتماعية المتنوعة لبناء مستقبل تسوده المشاركة و الحوار و العيش المشترك.
يهدف الكتاب إلى شرح الواقع الشيعي في المرحلة ما بين 1840-1920 و الذي يخلص الكاتب فيه إلى ان الطائفة الشيعية منذ عهود الإمارة و صولا إلى الإنتداب كان الشيعة لا يزالون يحافظون على تكويناتهم الإجتماعية و لم يعرف التطييف السياسي طريقا إليهم، لانهم لم يعملوا على إنتاج مشروع مرتبط بالحماية الغربية بل فضلوا الإندراج في مشاريع عروبية بدلا من السعي نحو تثبيت الهوية في كيان سياسي خاص.
ومن جهة اخرى فإن تحقيق الكيان بجغرافيته المدمجة وبنيته السياسية التي ستبرز لاحقا، سيجعل الشيعة أمام تحدي اصطفافات من نوع جديد ترتكز على بنية سياسية تعكس توليفة طائفية ذات معنى سياسي و سلطوي وواقع يسوده انصهار مسيحي-إسلامي تنتشر فيه جدلية العام اللبناني و الخاص الطائفي الذي سيفرض واقعا من الإنسجام و القلق المتجدد و حال الرضى و الإعتراض في آن معا.
وتبرز اهمية هذه الدراسة في شمولها الطائفة الشيعية بوصفها طائفة تستوجب المعاينة للتحقق من الفرضيات وليس بوصفها طائفة ناجزة من الناحية الاجتماعية والسياسية.
كما تبرز هذه الاهمية في تميزها من الناحية السوسيو تاريخية بشموليتها في حين ان ما كتب حول الشيعة كان قد كتب في اطار التاريخ العام للطائفة بمعزل عن المتغيرات الثقافية والاقتصادية والسياسية.
الكتاب الصادر عن دار الولاء لصناعة النشر والمتوفر في مكتبة الشيخ بهاء الدين العاملي العامة في بيروت، يتألف من 199 صفحة، وينقسم إلى ثلاثة فصول تسبقها مقدمة و تليها الملاحق المستخدمة والمصادر التي إستعان بها الكاتب.
في التمهيد تعددت العناوين وكانت بحسب التسلسل التالي، بداية”الطوائف و التكوين الإجتماعي و السياسي”،”تشكل السكان”،سؤال الهوية او الطائفة”،”الإشكالية”،”هدف الدراسة”،”الفرضيات”،”أهمية الدراسة”.
أما من ناحية الفصول، فقد كان عنوان الفصل الاول “تشكل السلطة بين مرحلتي الإمارة و المتصرفية”،والثاني “الشيعة بين حركة الإصلاح و الإنتداب الفرنسي”، فيما كان عنوان الفصل الثالث “الظروف الإجتماعية و الإقتصادية و إتجاهات الشيعة”.
واعتمد الكاتب في مصادره على كتب ومقالات توثق تلك الحقبة التاريخية من تاريخ لبنان للعديد من الكتاب أمثال أحمد بيضون،أحمد زين الدين، ساطع الحصري،عبد الرؤوف سنو،غسان طه،فؤاد خليل و غيرها من المصادر و المقالات الوارد ذكرها في قائمة المصادر و المراجع.
النهایة