شفقنا العراق- أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التزام الدول الثلاث بسيادة سوريا ووحدة أراضيها والاتفاق على التعاون في مجمل الخطوات الرامية إلى تسوية الأزمة في سوريا.
وثمّن بوتين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة اليوم الاربعاء، النتائج التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي.
واعتبر ان لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سوريا من خلال الحوار بين جميع الشرائح في هذا البلد.
ولفت الى حصوله على أدلة دامغة حول تخطيط الإرهابيين للقيام بعمليات استفزازية في سوريا عبر استخدام الأسلحة الكيميائية.
کما اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية “حسن روحاني” ان اميركا ارادت استغلال الجماعات الارهابية من امثال داعش وجبهة النصرة كأدوات في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة.
وقال روحاني في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيريه الروسي والتركي في ختام القمة الثلاثية في انقرة عصر اليوم الاربعاء: ان منطقتنا عانت في السنوات الاخيرة من مشكلة رئيسية باسم الارهاب، حيث تم اعداد وتمويل الارهابيين من قبل بعض الدول وتزويدهم بالاسلحة الحديثة.
واشار الى ان هؤلاء الارهابيين استطاعوا سرقة وبيع نفط الشعوب وتدمير المتاحف وبيع الآثار التاريخية.
واوضح روحاني ان بعض القوى الكبرى ومن بينها اميركا ارادت استغلال الجماعات الارهابية من امثال داعش وجبهة النصرة لسنوات طويلة كأدوات في المنطقة، مضيفا: ان الشعوب الكبيرة في دول مثل سوريا والعراق وبمساعدة الدول الصديقة استطاعت احباط ههذ المؤامرة الكبيرة.
فیما اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية “حسن روحاني ان من حق الفلسطينيين العودة الى ارضهم المغتصبة من قبل الصهاينة.
واعتبر الرئيس روحاني خلال لقائه نظيره التركي “رجب طيب اردوغان” عصر اليوم الاربعاء في انقرة، عقد القمة الثلاثية بين رؤساء ايران وروسيا وتركيا بانه يحظى بأهمية فائقة، وقال: ان مسار محادثات آستانا وسعي الدول الثلاث ادى الى تحقيق اكبر النجاحات في محاربة الارهابيين في سوريا، ويتعين استمرار هذه الجهود حتى يتمكن الشعب السوري من العيش بهدوء في بلاده.
واضاف: ان تطوير وترسيخ التعاون الاقليمي بين ايران وتركيا في شتى المجالات، سيكون له دور مهم ومؤثر للغاية في تعزيز الامن والاستقرار والهدوء في دول المنطقة لاسيما اليمن، والحفاظ على وحدة اراضي الدول والحيلولة دون تغيير الحدود الجغرافية، والتصدي للتدخلات الاجنبية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والمكافحة الشاملة للارهاب.
واشار روحاني الى ضرورة بذل المساعي المشتركة من قبل جميع الدول الاسلامية في المنطقة لاسيما ايران وتركيا في اطار حل القضية الفلسطينية، وقال: ان الفلسطينيين المظلومين لهم الحق في الاعلان بانهم يريدون العودة الى ارضهم، لكن الكيان الصهيوني واجههم بارتكاب المجازر بحقهم.
وتابع رئيس الجمهورية قائلا: يتعين على ايران وتركيا تنمية علاقاتهم اكثر من السابق على جميع الاصعدة ومن بينها التعاون الحدودي، ومكافحة الجرائم المنظمة، والبيئة، والسياحة، ومكافحة المخدرات، والتعاون الجمركي والترانزيت، والروابط المصرفية والطاقة، واستخدام العملة الوطنية في الروابط التجارية، وان تسعى اللجنة المشتركة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين في هذا السياق.
ونوه روحاني الى ان تطوير الروابط المصرفية سيفضي الى تنمية التعاون التجاري والاقتصادي بين طهران وانقرة، مضيفا: ان توسيع العلاقات مع تركيا باعتبارها بلدا صديقا وجارا ومسلما يحظى بالأهمية بالنسبة لايران.
واردف رئيس الجمهورية: في الوقت الحاضر تتوفر فرص وامكانيات واسعة للاستثمار في ايران بحيث يتمكن الناشطون الاقتصاديون والمستثمرون الاتراك التواجد وممارسة نشاطاهم.
من جانبه اعرب الرئيس التركي “رجب طيب اردوغان” في هذا اللقاء عن تقديره لمشاركة ايران في قمة انقرة، وقال: ان اهتمام ايران وسعيها لعقد هذه القمة بأفضل شكل مؤشر على رغبة وجدية البلدين في تطوير التعاون الاقليمي.
واشار اردوغان الى ضرورة بذل المساعي في سياق تطوير العلاقات ومجالات التعاون بين ايران وتركيا على جميع الصعد، مضيفا: ان المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي بين ايران وتركيا سيعقد قريبا في تركيا.
واعتبر الرئيس التركي التعاون والتشاور بين ايران وتركيا في مجال تسوية القضايا الاقليمية وخاصة مكافحة الارهاب والجماعات الارهابية بالامر البناء والايجابي، داعيا الى تنمية وتمتين العلاقات الثنائية بين طهران وانقرة في هذا الاتجاه.
واوضح اردوغان ان استخدام العملة الوطنية في المبادلات التجارية سيكون له دور مؤثر في تطوير الروابط التجارية والاقتصادية بين طهران وانقرة، مضيفا: انه في المستقبل القريب سيتوجه وفد رفيع المستوى من المسؤولين الاتراك الى طهران للتوقيع على اتفاقية التجارة التفضيلية بين ايران وتركيا.
کما اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني محاولات الاجانب لتقسيم سوريا بانها مرفوضة، مؤكدا ضرورة بذل الجهود الحقيقية لانهاء الازمة السورية وتوفير الارضية اللازمة لاعادة اعمار سوريا واعداد الظروف لعودة المشردين الى اماكن سكناهم.
وفي كلمة القاها الرئيس روحاني خلال اجتماع القمة الثلاثية الذي عقد بين ايران وروسيا وتركيا في انقرة، اليوم الاربعاء، قال الرئيس روحاني، ان الازمة السورية لا يمكن حلها بالاسلوب العسكري او بفرض حلول من الخارج.
واشار الرئيس الايراني الى الدور الاساس للدول الثلاث ايران وروسيا وتركيا في عملية آستانا والتي حققت نجاحات في مسار حل وتسوية الازمة السورية في ظل التنسيق بين هذه الدول وتعاون الحكومة السورية وصرح بانه لولا هذه العملية لكانت الاوضاع اكثر تعقيدا بكثير مما هي عليه الان .
ولفت الى ان بعض الحكومات وضعت العراقيل في مسار عملية آستانا الا ان التحركات الدولية لحل الازمة السورية قد تاثرت ايجابيا بصورة مباشرة او غير مباشرة من هذه العملية.
وقال الرئيس روحاني، رغم ان داعش والنصرة وسائر الجماعات الارهابية تلقت ضربات اساسية وهي الان على اعتاب الانهيار ولكن للاسف مازال البعض مستمرا في تسليحها او استخدامها كاداة وتمكين الارهابيين على مواصلة اعمالهم الوحشية ضد الشعب السوري ومن ضمنهم سكان دمشق.
واعتبر توجيه التهديد للحكومة السورية باستمرار باتخاذ اجراء عسكري ضدها وممارسة الضغوط المستمرة للحيلولة دون قمع الجماعات الارهابية وعدم التنفيذ المتوازن لجميع بنود القرار 2401 ، قد ادت كلها الى عدم فاعلية القرار وفرض ضغوط مضاعفة على الشعب السوري.
واكد بان جزءا من الضغوط المفروضة على الشعب السوري يعود لاداء الدول الغربية الطامعة خاصة اميركا، بحيث يمكن القول للاسف بان ارواح واموال واعراض المواطنين السوريين وكل وجودهم، اصبحت من منظار هذه الحكومات، معاملة تساومية تكون ذات قيمة فقط حينما تتعرض مصالح تلك الحكومات للخطر.
وتابع الرئيس روحاني، بانه على الحكومة الاميركية الرد على هذا التساؤل وهو انها ماذا تعمل في سوريا على بعد آلاف الكيلومترات من ارضها ؟ وتلبية لدعوة من يتواجد العسكريون الاميركيون في سوريا ؟ .
واعتبر تواجد اميركا غير الشرعي وتدخلها العسكري في سوريا يهدف لتصعيد التوتر وبالتالي تقسيم هذا البلد، مردفا القول بان الشعب السوري الذي خرج مرفوع الراس من محاربة الارهابيين لن يسمح ابدا للقوى الاجنبية بتقسيم بلاده وسيكافح هذا الامر بحزم.
واكد الرئيس روحاني بان دعم الكيان الصهيوني المستمر للارهابيين في سوريا وانتهاك سيادة ووحدة اراضيها قد زاد من تعقيد الازمة واضاف، انه على المجتمع الدولي الا يتجاهل هذه الاعتداءات وسائر جرائم الكيان الصهيوني ومنها ضد الشعب الفلسطيني الذي تعرض لمجزرة خلال مسيراته السلمية الاخيرة.
واشار الى ان تطورات سياسية وميدانية مهمة قد حصلت في الساحة السورية منذ اجتماع سوتشي، ابرزها انعقاد اول اجتماع للحوار الوطني السوري بمشاركة مندوبي مختلف الاطياف السياسية والاجتماعية في 30 كانون الثاني /يناير الماضي واضاف، انه من الواضح بان الهدف من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني هو إعداد التمهيدات للحوار السوري – السوري وتقرير مصير سوريا من قبل شعبها بعيدا عن تدخلات الاجانب وينبغي ان تصب الجهود المشتركة للدول الثلاث الضامنة لعملية آستانا والمندوب الخاص للامين العام لمنظمة الامم المتحدة في هذا الاطار.
واشار الرئيس الايراني الى التطورات الميدانية الحاصلة في الغوطة الشرقية وعفرين، حيث ادى التطور الاول الى خروج المسلحين من غالبية مناطق الغوطة ويمكن لذلك ان يشكل خطوة في مسار اعادة الامن والاستقرار الى سوريا عبر تعزيزها لامن العاصمة وسكانها.
وتابع بالقول، ان تطورات عفرين جاءت في خضم محاولات من بعض القوى استغلال التعددية العرقية لتقسيم سوريا وسائر دول المنطقة الا ان هذه التطورات يمكنها ان تساعد في سياق تحقيق اهدافنا المشتركة في عملية آستانا حينما لا تؤدي هي نفسها الى انتهاك وحدة الاراضي والسيادة الوطنية السورية وان تفضي الى وضع هذه المناطق تحت سيطرة الجيش السوري الذي مازال يشكل رمزا للسيادة الوطنية.
واكد الرئيس روحاني على بعض النقاط لتعزيز التنسيق بين الدول الثلاث على اساس المبادئ المشتركة ولتحقيق المزيد من النجاح لجهودها المشتركة، وهي كالتالي:
1-ليس للازمة السورية حل عسكري او مفروض من الخارج وان مستقبل سوريا يتحقق فقط عبر الانتخاب الديمقراطي من قبل الشعب السوري. فالجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ بداية الازمة اكدت على رفض الحل العسكري وقدمت مشروعا من 4 بنود لهذا الغرض. مؤتمر الحوار الوطني السوري يشكل ارضية مناسبة لاطلاق عملية حل وتسوية الازمة السورية سلميا. الحوار السوري – السوري يجب ان يستمر للوصول الى حل مرض للطرفين ومن ضمنه اجراء الاصلاحات اللازمة في الدستور واقامة الانتخابات الحرة والسليمة. تدخلات الاجانب لتحديد نوع وشكل الحكومة السورية انما تفضي فقط لاستمرار الازمة.
2-الاوضاع الانسانية في انحاء سوريا تبعث على الاسف ومن واجب المجتمع الدولي العمل لتقديم المساعدات الانسانية لجميع مناطق سوريا. في هذا المجال ينبغي ومن دون انتهاك السيادة الوطنية السورية الاطمئنان الى ان هذه المساعدات ترسل بصورة سريعة وآمنة الى جميع النقاط التي هي بحاجة اليها. المواطنون السوريون الابرياء سواء في الغوطة او عفرين او درعا وكفريا يجب ان يحظوا بدعم عالمي. وفي ذات الوقت فان الجهود الحقيقية لانهاء الازمة السورية وايجاد الارضيات اللازمة في هذا البلد وتوفير الظروف لعودة المشردين الى اماكن سكناهم، يجب ان تحظى باهتمامنا والمجتمع العالمي. الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد للمشاركة المؤثرة في عملية اعادة اعمار سوريا.
3-السيادة الوطنية ووحدة الاراضي واستقلال سوريا يجب ان تحترم في كل الظروف. تواجد القوات الاجنبية في سوريا من دون موافقة حكومتها امر غير قانوني ويجب ان يتوقف وينتهي. اطماع الاجانب في ارض سوريا وسعيهم لتقسيمها مرفوض مهما كانت الظروف ومن شان ذلك ان يعرّض السلام والاستقرار في سوريا للخطر.
4-من الضروري مواصلة مكافحة الارهاب في سوريا حتى اقتلاع جذور جميع الجماعات الارهابية. الدول التي مازالت تامل في انتصار الارهابيين في سوريا يتوجب عليها ان تعود الى نفسها وان تقطع مساعداتها لهم ولا تجعل نفسها في مواجهة الشعب السوري اكثر من هذا.
النهایة