خاص شفقنا- بيروت-تميزت عاشوراء بأنها ذكرى مؤلمة لجميع المسلمين من مختلف الطوائف، فالإمام الحسين “ع” لم يكن للشيعة فقط وإنما كان إماماً لأمة محمد “ص” خرج لطلب الإصلاح فيها.
وفي هذا السياق، وضمن سلسلة المقابلات اليومية التي تجريها وكالة “شفقنا” خلال عاشوراء مع ثلة من علماء الدين والادباء من مختلف الطوائف والمذاهب اللبنانية للحديث عن هذه المناسبة ومعانيها، تحدث رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط عن “مفهوم الإصلاح في ذكرى عاشوراء” فقال: “ما ترمز اليه عاشوراء بعد استشهاد الامام الحسين “ع” في العاشر من محرم هي بلا شك صفحة مؤلمة من تاريخ المسلمين، سقط فيها حفيد النبي العربي محمد “ص” شهيدا وهو يدعو الى اصلاح ما افسده بعض الذين هوى بهم طمع السلطة وشيطانه، فحادوا عن طريق الصواب الذي دعا اليه محمد “ص””.
وتابع الشيخ عريمط “عندما خرج الإمام الحسين “ع” من بلاد الحجاز الى الكوفة كان يهدف في خروجه لتصحيح ما افسده الحكام آنذاك، فقضية استشهاد الإمام الحسين “ع” لم تكن قضية سنية او شيعية انما قضية اصلاح وتصحيح لمسيرة الأمة الإسلامية التي اكرمها الله بمحمد “ص” لتكون خير امة اخرجت للناس”.
وتوجه للقادة المسلمين والمراجع الدينية بالقول: “على كل القادة المسلمين والمراجع الدينية الإسلامية من الأزهر الشريف الى النجف الأشرف الى قم ومكة وبغداد وطهران وباكستان وفي كل الحواضر العربية والاسلامية الحفاظ على هذه الامانة التي اودعها محمد “ص” للعرب والمسلمين بأن يكونوا خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر”، متسائلاً “هل يرضى محمد “ص” والخلفاء الراشدون والإمام الحسين “ع” والأئمة الأخيار ان يصار الى ما نحن عليه من اقتتال وصراع بين ابناء الأمة الواحدة انطلاقا من الكهوف المذهبية والخنادق العرقية والطائفية؟”.
واضاف “ايها المسلمون في كل مكان في ذكرى استشهاد الحسين “ع” اتقوا الله في امتكم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واوقفوا القتل والقتال بينكم، فالمستفيد الوحيد مما يجري في لبنان وسوريا والعراق واليمن هو العدو الصهويني في فلسطين وفي كل مكان ولا تستطيع اية فئة او مذهب او عرق او نظام ان يبني هذا العالم العربي والاسلامي على مقاس مصالحه واهدافه وتطلعاته”.
وختم بالقول “فلتكن عاشوراء منطلقا للوحدة بين المسلمين والتكامل والتراحم فيما بينهم عدا عن اي استفزازات، داعيا الى “الخروج من الانانيات والعرقيات والمذهبيات والانطلاق نحو رحاب الاسلام الذي يدعو الى الوحدة لا الى التفريق والى التضامن لا الى التنازع والتقاتل والحراب”.
النهایة