خاص شفقنا-بيروت-منذ حوالي الشهرين كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن معلومات وصلت إليه حول نيّة إسرائيل تشييد جدار عازل على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة، وقضم جزء من الأراضي اللبنانية.
وحدّد بري مواصفات الجدار، الذي يمتد في الجنوب من القطاع الغربي من نقطة مقابل رأس الناقورة حتى نقطة مقابل بلدة علما الشعب، ويمتد في القطاع الشرقي من نقطة مقابل العديسة حتى نقطة مقابل كفركلا.
وحذّر برّي من خطورة الخطوة الإسرائيلية والاعتداء على السيادة اللبنانية، مؤكّداً ضرورة وضع حدّ لمثل هذه الاعتداءات، و”تستدعي تحركاً سريعاً تجاه الهيئات الدولية لوضع حد لها”.
واثار رئيس الجمهورية منذ ايام هذا المخطط مع الممثلة الخاصة الجديدة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان برنيل ضاهر كارديل، لافتاً الى بدء إسرائيل الى تحضير البنى التحتية من أجل بناء هذا الجدار، والى أنّ لبنان في موقع الدفاع مع النفس في مواجهة إسرائيل وذلك عملاً بميثاق الأمم المتحدة”.
صالح: الجدار يريده العدو ليحتمي به فهو يحسب الف حساب للمقاومة
وفي هذا السياق، اعتبر النائب عبد المجيد صالح في حديث خاص لـ”شفقنا” ان اسرائيل – الدولة المارقة- تتخبط بسبب الفوبيا من المقاومة ومن الروح المعنوية المحترقة للجيش الصهيوني بعد الهزائم التي لحقت به وبعد الوصول الى معادلة الردع المتبادلة، لافتا الى انها دولة لا تعترف بالقانون الدولي ولا بأي قرار من القرارات الشرعية الدولية او الانسانية.
واعتبر صالح ان النزاع مع اسرائيل قائم حتى قيام الساعة وحتى ازالتها من الوجود، وهي التي عملت على اغتصاب ارض ليست لها وتهجير شعب بأكمله، مشيرا الى انها اليوم في حالة “السريرية”. ولفت صالح الى ان هذا الجدار هو جدار دفاعي يتلاءم مع الدعوة المشبوهة لاقامة معادلات كاذبة ينقصها الدقة ولبنان المنتصر على اسرائيل من خلال معادلته الجيش والشعب والمقاومة، لافتا الى ان اقامة الجدار والسواتر وتغيير وتجريف التلال والجبال هو مؤشر خوف ويعبر عن قلق وعن عدم استقرار هذا المجتمع الذي كانت اداته الامنية ويده الطولى تتمدد في الحروب.
وشدد على ان العدو ليس بقادر ان يقدم على اي مغامرة او حرب خاطفة لأن جبهة الحروب الخاطفة ولت كما زمن الهزائم، وهي تريده لتحتمي به فهي تحسب الف حساب للمقاومة ولو كان الامر بمعنويات ارفع كما كانوا سابقا ما كانوا بحاجة الى هذا الجدار.
جوني: على لبنان تقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي
الدكتور حسن جوني الاستاذ في القانون الدولي يشير في حديث خاص لـ”شفقنا” الى ان الاشكال المطروح اليوم هو جدار بمنطقة محتلة بمعنى ان الخط الازرق هو خط وُضِع على اساس ان تطبق اسرائيل القرار 425- 426 وان تنسحب الى ما وراء الحدود، لانها عندما رسمت الحدود رفضت تطبيق القرار وبتدخل الامم المتحدة وضعنا خطا مؤقتا اسمه الخط الازرق وهو عدم الاعتراف بالترسيم الذي تضعه اسرائيل وبالتالي هذه المنطقة بقيت محتلة، وغير متنازع عليها.
واشار الى ان هذا الترسيم يأخذ جزء من الاراضي اللبنانية وهذا مرفوض ونعتبر هذه اللحظة ان القرارين 425-426 لم يطبقا ما يعني قانونيا انها اراض محتلة وعلى اسرائيل ان تطبق قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالانسحاب.
اما ما يعني انها اراض محتلة، فيقول جوني: “إن تطبيق اتفاقية لاهاي 1907 وتطبيق اتفاقية جنيف 1949، يعني حرفيا انه لا يجوز تغيير اي معلم من معالم الارض او الاراضي المحتلة لا تغييرا ديموغرافيا او في الخريطة او بناء.. ولا يحق للقوى المحتلة ان تقوم بذلك، وهذا ما اكدته محكمة العدل الدولية في قرارها المتعلق بالجدار الفاصل في فلسطين المحتلة .
وشدد جوني على ضرورة لجوء لبنان الى مجلس الامن لتقديم ورقة تفيد بأنه يشكل انتهاكا للقرار 425 و426 واتخاذ قرار بمجلس الامن والجمعية العامة فيما بعد يدين نية اسرائيل ببناء الجدار او بتغيير اي معلم من المعالم بين الاراضي اللبنانية والفلسطينية.
النهایة