شفقنا العراق- تواصلا لسلسله نشاطاته البحثية والمختصة بالمجال القرآني اطلق مركز علوم القرآن وتفسيره وطبعه التابع لمعهد القران الكريم في العتبة العباسية المقدسة برنامج الندوات البحثية العلمية وتحت عنوان “حديث الثقلين وأثره في تفسير القرآن الكريم”، وبالتعاون مع نخبة من أساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرف وبمشاركة جمع كبير من المختصين بهذا المجال فضلا عن طلبة العلوم الدينية من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدسة.
المشرف على هذا البرنامج الشيخ ضياء الدين ال مجيد الزبيدي مدير مركز علوم القران وتفسيره وطبعه اطلعنا عن هذا البرنامج قائلا “منذ انطلاق مركزنا بنشاطاتة واعماله وضع نصب عينة مسارا مهما هو منهج الثقليين كتاب الله والعترة الطاهرة وهذا ما ميز عمله القرآني وقد سخر جميع امكانياتة الفكرية والبشرية من اجل هذا المنحى السليم وذلك من خلال اقامتة للندوات والمؤتمرات والمسابقات إضافة الى الإصدارات وإن هذا البرنامج هو في صميم هذه النشاطات”.
وأضاف الزبيدي “البرنامج هذا يتضمن إقامة ندوات بحثية موسعة تقام كل يوم خميس في قاعة الإمام القاسم في العتبة العباسية المقدسة ونستيضف في فيها شخصية حوزوية ذات باع طويل في مجال البحث القرآني ليدلي بدلوه القرآني وضمن محور البرنامج العام وهو (حديث الثقلين وأثره في تفسير القرآن الكريم) وقد استهللنا برنامجنا بسماحة السيد احمد الاشكوري وهو من أساتذة الحوزة العلمية المميزين في النجف الاشرف”.
واكد الشيخ ضياء ان “هذه الندوات ستستمر وتبعا لمنهاج تم وضعه من قبل المركز لعدة اشهر وسوف نقوم بإعداد وطباعة هذه الأبحاث القيمة خدمة للقرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام”.
ومن الموسوعات العلمية التي عكف على اصدارها مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة موسوعة خطب الجمعة توثيقا وتحقيقا ، حيث صدر اليوم المجلد الثاني عشر بجزأيه الأول والثاني لعام 2016 ليكون هذا المجلد مكملاً لسلسلة المجلدات الأخرى ومنطلقا لباقي مجلدات الموسوعة التي ستصدر تباعا ، وضمن تحقيق علميّ على وفق المنهج العلمي؛ لتكون مصدراً ومرجعاً للباحثين وطلبة الدراسات العُليا موثّقةً ومحقّقة.
رئيس قسم الموسوعات والمعجمات في مركز العميد الأستاذ الدكتور كريم حسين ناصح الخالدي تحدث لنا عن هذا الاصدار قائلا ” نصدر اليوم وبعد جهود متواصلة لفريق العمل الذي يواصل الليل بالنهار لإنجاز مهمات النسخ والتحقيق والمراجعة اللغويّة للخطب، وقد استطعنا بعونه تعالى إصدار المجلدين الأول والثاني لخطب الجمعة لعام ٢٠١٦م وهو العام الذي أينعت فيه ثمار فتوى الدفاع المقدَّس وآتت أكلها بانتصار الحقّ على قوى الظلام “.
وأضاف إنّ “إنجاز تحقيق وتوثيق خطب عام ٢٠١٦م يعدّ حافزاً قويًّا لنا لمواصلة الجهود لتوثيق خطب السنوات الأخرى في مجلدات تضع بين أيدي الباحثين موضوعات فقهية وأصولية وتاريخيّة وعقيديّة وسياسيّة واقتصاديّة تصلح للدراسة والبحث والاستنباط لما تناولته الخطب من موضوعات لها أهمية كبيرة في الفكر الإسلامي لأنّها موضوعات اعتمدت منهج الأئمة المعصومين عليهم السلام في معالجة القضايا الفكرية وأوضحت جوانب من فكرهم الإسلامي الأصيل الذي يجدّد ما جاء به جدّهم محمد صَلَّى الله عليه وآله ويلقي الأضواء على النصوص القرآنيّة الكريمة بحسب القصد الإلهي لما وصفهم به رسول الله من أنّهم الثقل الآخر للقرآن الكريم”.
وأشار الخالدي ان “هذا الجانب المهم الذي تحمله خطب الجمعة تفتقر إليه الدراسات في الوطن الإسلامي افتقاراً شديداً لجفوة الباحثين فكر الأئمة المعصومين عليهم السلام عن قصد أو غير قصد فأضاعوا ثروة فكرية عظيمة وأهدروا نصوصًا مقدسة عظيمة، ومن هذه الخصائص النادرة والمهمة وهي إحياء منهج الأئمة المعصومين عليهم السلام يكتسب مشروعنا – بتوثيق الخطب وتحقيقها- أهميّة خاصة ويحمل سمات متميّزة”.
ومن جهته اعلن رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ عن المباشرة بالمرحلة الثانية من مشروع تقوية وإعادة تذهيب جدران إيوان الذهب الكبير أو ما يُعرف بـ(الطارمة) والتي ستشمل الباب الرئيس المؤدي الى الحرم الطاهر المواجه لباب قبلة ابي الفضل العباس عليه السلام وذلك بعد ان تم الانتهاء من مرحلته الأولى التي شملت الأجزاء الواقعة على أكتاف هذا الباب الأيسر والأيمن “.
مضيفا ” المرحلة هذه ستكون مكملة للمرحلة التي سبقتها وستزيد بإضفاء الجانب الجمالي للعتبة المقدسة والمحافظة على منشَآتها العمرانية والعمل على إدامتها وصيانتها باستمرار مع المحافظة على نسيجها المعماري والتراثي ببصمةٍ حضارية ذات متانة وكفاءة عالية، وبحسب المخططات الفنية والهندسية الموضوعة التي تمّت المصادقة عليها”.
وأضاف الصائغ” أهمّ الأعمال التي ستشملها هذه المرحلة هي قلع الطابوق القديم وصيانة جدار الباب، وهي مرحلة مهمّة جداً؛ لأنّ الطابوق القديم المستعمل والأسس القديمة له عبارة عن طابوق طيني ذي أعماق تحت التربة ولا توجد أيّ طبقة عازلة بينه وبين الأرض، فالامتصاص الشعري للطابوق وصل الى مناطق عالية جداً مما سبب رطوبة عالية، وهذه الرطوبة انعكست سلباً على الجدار من جهة، ومن جهة أخرى أثرت على سطح صفيحة النحاس الذهبية المغطية له، ممّا أدّى الى تأكسدها واسودادها”.
مبينا “ستقوم الملاكات الفنية بقلع الطابوق الذهبيّ القديم وإزالة المخلّفات الجصّية والمواد الرابطة القديمة، ثمّ القيام بصيانة الجدار ومعالجة تشقّقاته وأضراره والعمل على تقوية الجدار بجدارٍ خرسانيٍّ ساند وبسُمْكٍ يُحَدَّد حسب الحاجة له وبما يتناسب مع تعرّجات الجدار، وربط هذين الجدارين بواسطة قضبانٍ حديديةٍ خاصة ليكونا قطعةً واحدة، مع إضافة بعض المواد التي تزيد من تماسك الجدار من جهة وتزيد تحمّله أثقال سقف الصحن وملحقات التسقيف من جهةٍ أخرى”.
يذكر أن هذا المشروع جاء نتيجة دراسات عديدة وفحوصات مختبرية قامت بها مجموعة من الخبراء والمختصين في هذا المجال، لمعرفة مدى قابلية تحمّل جدران الطارمة وأعمدتها لثقل السقف الجديد الخاص بالصحن الشريف، إذ بيّنت فيما بعد عدم جاهزيّتها وقدرتها على تحمّل هذه الأوزان الخاصة بمشروع التسقيف، فتم تقسيم العمل على مراحل عدة ابتدأت بأعمدة الطارمة وجدارها وصولا الى الباب الرئيس.
النهایة